الوسواس القهري: تعريفه أعراضه أسبابه وبعض طرق علاجه :
تعريف الوسواس القهري :
الوسواس القهري هو نوع من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالقلق تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية تؤدي الى تكرار بعض التصرفات إجباريا وقهريا مما يعوق أداء المهام اليومية ويهدر الكثير من الوقت والطاقة للمريض , والمؤلم في ذلك أن المريض المصاب بإضطراب الوسواس القهري على بينة وعلم وحقيقة بأن تصرفاته الوسواسية غير منطقية ولا داعي منها فيحاول المسكين تجاهلها وصرف ذهنه عنها لكن هذه المحاولات تزيد الشعور عنده بالضيق والقلق فيستسلم المسكين لإلحاح الفكرة الوسواسية ليخفف عنه الشعور بالضيق والقلق والتوتروالمشكل أن المرض لا يزول بهذه الإستجابة بل يتمكن من المريض ويزداد قوة عند كل استجابة.
أعراض الوسواس القهري:
تختلف أعراض الوسواس القهري من مريض للآخر حسب الحالة وحدتها وإليكم بعض الأعراض الشائعة :
- الخوف من مصافحة اللآخرين أو لمس الأجسام التي لمسها اللآخرون
- تكرار الأفكار المقلقة والقهرية وصعوبة التفكير بغيرها لأكثر من ساعة يوميا
- الخوف من فقدان شيء أو من الموت أومن الإصابة بمرض خطير
- إعادة الوضوء مرارا والبقاء طويلا في دورات المياه حتى تفوت الصلاة مع الجماعة أو ربما حتى يخرج وقتها
- تكرار اللآيات أو نحو ذالك حتى يسبقه الإمام بركن أو أكثر حتى تبطل الصلاة
- الشك المستمر في عدم أداء الصلاة بشكل صحيح أو الوضوء بطريقة سليمة فتجد المريض يعيد الصلاة والوضوء لعشرات المرات قد تصل إلى ساعات طويلة حتى يتمكن منه الوسواس فيترك الصلاة بالكلية وهذا هو المقصد الأساس من تلك الوسوسة
- كثرة غسل اليدين بشكل مبالغ فيه تجنبا للثلوت والإصابة بالعدوى
- غلق الأبواب عدة مرات لغرض التأكد المبالغ فيه الخارج عن المألوف وغيرها من الأعراض العديدة
أسباب الوسواس القهري :
يرى العلماء أن هناك عوامل وأسباب متعددة لإضطراب الوسواس القهري ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
-البيئة ووسط العيش :
تزيد إحتمالية إصابة الشخص بالوسواس القهري في محيط يعاني أصحابه من سلوكيات وأفكار وسواسية قهرية.
-تغيير في كيمياء الدماغ:
يرى أهل التخصص أن نقص مستوى هرمون السعادة السيروتونين يحدث خللا في أداء وظائف الدماغ وبالتالي ينتج عنه إضطراب في التفكير والسلوك.
-الإجهاد والتوتر :
-أسباب جينية وراثية :
علاج الوسواس القهري :
لابد للمصاب بالوسواس القهري أن يعلم أولا بأن مرضه هذا ابتلاء من الله عز وجل وأن يضع نصب عينيه أن الله تعالى ما أنزل داء إلا و أنزل معه الدواء فعليه قبل كل شيء أن يتقبل بلاء الله عز وجل هذا وأن يرضى به ثم بعد ذالك يتخذ أسبابه للعلاج فيلتجأ إلى الله تعالى بصدق و يلهج بالدعاء والتضرع إليه ليكشف عنه الضر و يدفع عنه البلاء وفي ما يلي بعض طرق العلاج النفسي والعلاج الدوائي للوسواس القهري ويستحسن الدمج بين هذين النوعين من العلاج لشفاء أسرع ونهائي للوسواس القهري إن شاء الله عز وجل.
- العلاج النفسي لإضطراب الوسواس القهري :
يقوم هذا العلاج على إستخدام طريقة العلاج السلوكي المعرفي تحت إشراف مختص حيت يتم تعليم المريض الطريقة التي يمكن من خلالها السيطرة على أفكاره و مخاوفه و تحذيره من خطورة الوقوع في فخ التفكير الزائد و ذالك بعدم صد ومنع الأفكار السلبية الوسواسية لأن ذالك يزيد من شراستها وحدتها بل على المريض أن يتركها تأتي وتمرمرور الكرام دون أن يدقق فيها أو يناقشها أو يحللها ويدرس جوانبها فمع مرور الوقت ستختفي هذه الأفكار السلبية الوسواسية لأنها لم تعد تلقى استجابة من المريض الذي لم يعد يسترسل معها ويستحسن لنجاعة أكبر أن يستبدل المريض تلك الأفكار المزعجة بأخرى نافعة كأن يتفكر في عظمة الله من خلال تدبر عظمة هذا الكون وما خلق الله فيه من سماوات وأراضين وجبال و أنهار ووو أو أي فكرة أخرى إيجابية تزيد من نشاطه و طاقته عكس الأفكار السلبية التي تضيع العمر والطاقة وهكذا سيعود نفسه على سحق وقطع وإزالة الأفكار السلبية من أول وهلة وهي في مهدها وإذا رأى الطبيب المختص أن حالة المريض تحتاج إلى تدخل دوائي بعد ذلك يلجأ إلى النوع الثاني من العلاج و هو :
-العلاج الدوائي للوسواس القهري :
يتم في الغالب إعطاء المريض أدوية مضادة للإكتاب لأنها ترفع نسبة السيروتونين التي يظهر لدى المصابين نقص فيها كما قد يتم استخدام الأدوية المضادة للذهان حسب حدة المرض وكل ذالك يتم تحت إشراف الطبيب المختص .
وتجدر الإشارة إلى أن الدواء وحده لا يكفي في علاج اضطراب الوسواس القهري فهو بمثابة مساعد فقط فعلى الإنسان أن يغير من نمط عيشه من سيء إلى أحسن في فترة علاجه وأن يراجع حياته جذريا و يحسن من جودتها بدأ من علاقته بربه ثم بنفسه ثم بمجتمعه بأن يعطي كل ذي حق حقه ومع الدواء سيسهل عليه تحسين حياته و محيطه وبعد إنقضاء مدة علاجه سيخرج بنتائج مرضية و حينها ستزول عنه الأفكار السلبية وبالتالي سيطوي صفحة الوسواس القهري إلى الأبد بحول الله وقوته .
إرسال تعليق