U3F1ZWV6ZTMzMTQ1Mzg2MTUxMTVfRnJlZTIwOTEwOTc1NjkxNzc=

 

الأصالة والفطرة: كيف تعيش حقيقتك وفق القرآن والسنة

📌 المقدمة

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأودع فيه فطرة سليمة تدله على الحق، والصلاة والسلام على نبيه الكريم محمد ﷺ الذي كان نموذجًا للإنسان الأصيل، الذي عاش على الفطرة، لا يتكلف ولا يصطنع، بل كان صادقًا مع ربه  ثم مع نفسه ومع الناس.

يبحث كثير من الناس عن "أن يكونوا على حقيقتهم"، لكنهم يجدون أنفسهم محاصرين بمعايير اجتماعية، وضغوط نفسية، وتوقعات الآخرين، فيعيشون حياة مزيفة، متكلفين في تصرفاتهم، متذبذبين بين هويتهم الحقيقية وما يريده الآخرون منهم.

هذا الكتاب دعوة للعودة إلى الفطرة، إلى الأصالة، إلى العيش بصدق مع الله ثم مع النفس ، وفق منهج القرآن والسنة. سنبحث في هذا المقال  عن معنى الأصالة، ولماذا فقدها كثير من الناس، وكيف يمكن استعادتها، مع الاستفادة من توجيهات الإسلام في بناء شخصية متزنة، صادقة، قوية، تعيش في سلام مع نفسها ومع الآخرين.

📖 الفصل الأول: مفهوم الأصالة والفطرة

🔹 معنى الفطرة في القرآن والسنة

الفطرة هي الأصل النقي الذي خلق الله الناس عليه، وهي الميل الطبيعي نحو الإيمان بالله، وحب الخير، وكراهية الفساد. يقول الله تعالى:
﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ (الروم: 30).

وفي الحديث النبوي الشريف: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" (رواه مسلم).
وهذا يعني أن كل إنسان يولد بقلب نقي يميل إلى الحق، لكن البيئة والمجتمع قد تؤثر عليه، فتغير مساره الفطري.

🔹 الفرق بين الأصالة والتقليد الأعمى

  • الأصالة: أن يكون الإنسان صادقًا مع نفسه، يعبر عن قناعاته وأفكاره دون تصنع، ويعيش وفق ما يؤمن به.

  • التقليد الأعمى: أن يتبع الإنسان الآخرين دون تفكير، حتى لو كان ذلك يخالف قيمه وفطرته، خوفًا من الرفض أو النقد.

الإسلام يدعو إلى التفكير والتأمل وعدم الانقياد الأعمى، كما قال الله تعالى:
﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُو۟لَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـُٔولًا﴾ (الإسراء: 36).

🔹 كيف يفقد الإنسان أصالته؟

هناك عدة عوامل تؤدي إلى فقدان الإنسان لأصالته، منها:

  1. الخوف من رفض المجتمع: كثير من الناس يخافون من أن يكونوا مختلفين، فيتظاهرون بصفات ليست فيهم، حتى يرضى عنهم الآخرون.

  2. التربية القمعية: عندما يُجبر الطفل على التكيف مع معايير صارمة دون السماح له بالتعبير عن نفسه، فإنه يكبر وهو يشعر أن عليه دائمًا أن يخفي حقيقته.

  3. التأثير الإعلامي: وسائل الإعلام تروج لأنماط معينة من التفكير والسلوك، مما يجعل الإنسان يتبنى قيمًا لا تعبر عن أصالته.

  4. ضعف الصلة بالله: عندما يضعف الإيمان، يصبح الإنسان أكثر تأثرًا بالضغوط الخارجية، وأقل تمسكًا بفطرته.

🔹 كيف يحافظ الإنسان على فطرته؟

  1. تعزيز العلاقة بالله: فكلما اقترب الإنسان من الله، زاد تمسكه بفطرته، كما قال تعالى: ﴿وَمَن يُؤْمِنۢ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ (التغابن: 11).

  2. التفكير النقدي: أن يتعلم الإنسان كيف يميز بين ما هو حق وما هو مجرد تأثير اجتماعي أو إعلامي.

  3. اختيار الصحبة الصالحة: فالأصدقاء الصالحون يساعدون الإنسان على البقاء على فطرته، كما قال النبي ﷺ: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" (رواه أبو داود).

  4. التدرج في استعادة الفطرة: من المهم أن يدرك الإنسان أن العودة إلى الفطرة عملية تدريجية، تتطلب الصبر والمجاهدة.


📖 الفصل الثاني: العقيدة والفطرة السليمة

🔹 التوحيد كأصل الفطرة

  • الإنسان مفطور على الإيمان بالله، كما قال النبي ﷺ: في حديث رواه مسلم في الصحيح يقول الله عز وجل : إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا، فبين سبحانه أنه خلق عباده حنفاء موحدين ولكن طرأ الشرك عليهم بعد ذلك بسبب المضللين من آبائهم وأمهاتهم وغيرهم، ولهذا قال: فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، يعني: يدعونه إلى ذلك ويربونه على الشرك فيخرج عن الفطرة بسبب تربية والديه على اليهودية أو النصرانية أو المجوسية أو غيرها من أنواع الكفر، وقد يربيه غير والديه أيضًا ممن يتولى تربيته من أعمامه وأقاربه وأخواله عند فقد والديه، وقد ينشأ في بيئة مشركة فيتربى على ما يربونه عليه، وهذا معنى قوله ﷺ عن الله عز وجل أنه قال: إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا، فالشياطين تشمل شياطين الإنس والجن، وكذلك ما يفعله الإنس هو من تزيين شياطين الجن لهم حتى يجروهم إلى هذا الباطل بوساوسهم وتزيينهم.

    فشياطين الإنس تدعو إلى الشرك وهكذا شياطين الجن، والأصل في المولود أنه ولد على الفطرة فلو استمر عليها وسلم من هؤلاء وعاش بين أهل الخير عاش على الفطرة والهدى والتوحيد، لكن إذا ابتلي بمربين ضالين أخرجوه عن فطرته بتربيتهم وتزيينهم الباطل إلا من عصم الله ورحم بأن قيض له من يربيه التربية الإسلامية ويدعوه إليها.

  • عندما يبتعد الإنسان عن التوحيد، فإنه يضطرب داخليًا، ويشعر بالضياع، لأن الفطرة لا تستقر إلا على الحق.

🔹 كيف تحمي عقيدتك من التشويه؟

  1. تعلم العقيدة الصحيحة من القرآن والسنة.

  2. عدم الانسياق وراء الشبهات التي تفسد الفطرة.

  3. التمسك بالقرآن والسنة كمرجعية ثابتة.

🔹 قصص من السيرة عن العيش بفطرة سليمة

  • قصة الصحابي سلمان الفارسي: كيف بحث عن الدين الحق رغم الصعوبات؟

  • موقف النبي ﷺ قبل البعثة: كيف رفض عبادة الأصنام منذ صغره؟


📖 الفصل الثالث: العيش بالفطرة في الحياة اليومية

🔹 كيف ينعكس العيش بالفطرة على حياتنا؟

العيش بالفطرة لا يعني الانعزال عن المجتمع أو رفض التطور، بل هو أن تكون صادقًا مع نفسك، تتصرف بتلقائية دون تصنع، وتعيش وفق المبادئ التي خلقك الله عليها. عندما يعيش الإنسان بفطرته، يشعر بالراحة النفسية، لأن التناقض الداخلي بين ما يؤمن به وما يعيشه يختفي.

🔹 علامات الشخص الذي يعيش على فطرته

  1. الصراحة والوضوح: لا يخاف من التعبير عن رأيه طالما أنه صواب.

  2. عدم التكلف: يتحدث ويتصرف ببساطة دون تصنع أو مجاملة زائدة.

  3. اتزان العواطف: لا يخفي مشاعره الحقيقية ولا يبالغ في إظهارها.

  4. التواضع: لا يحاول الظهور بشيء ليس فيه، بل يرضى بذاته كما هي.

  5. الحرية من ضغط المجتمع: لا يعيش لإرضاء الآخرين على حساب مبادئه.

🔹 كيف تعود إلى فطرتك؟

  1. الصدق مع النفس: لا تجبر نفسك على تصرفات لا تعكس حقيقتك.

  2. الرجوع إلى القرآن والسنة: لأن فيهما التوجيه الصحيح لحياة سليمة.

  3. التخلص من العادات المصطنعة: مثل المجاملات الزائدة أو تقليد الآخرين دون قناعة.

  4. الابتعاد عن المقارنات: كل شخص مميز بفطرته، فلا داعي لتقليد الآخرين

  5. التأمل في خلق الله : لأن الفطرة تتجلى في البساطة والهدوء والارتباط بالخالق.

🔹 نماذج من السيرة النبوية عن العيش بالفطرة

  • النبي ﷺ كان بسيطًا في حياته: يأكل مما يجد، يجلس مع الفقراء، ينام على الحصير، ولم يكن متكلفًا في كلامه أو مظهره.

  • الصحابة عاشوا بتلقائية: كانوا يعبرون عن مشاعرهم دون خوف، مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان صريحًا ومباشرًا.

🔹 ماذا يحدث عندما تخالف فطرتك؟

  • تشعر بالضغط النفسي لأنك تعيش بشخصية ليست شخصيتك.

  • تضعف علاقتك بالله لأنك تتبع أهواء الناس بدلًا من الفطرة السليمة.

  • تصبح أكثر عرضة للقلق والاكتئاب لأنك تكبت حقيقتك.

🔹 تمرين عملي للعودة إلى الفطرة

  • اكتب على ورقة: ما الذي يجعلك تتصرف بطريقة غير طبيعية؟

  • قيّم نفسك: هل أنت راضٍ عن تصرفاتك اليومية؟ هل تعكس حقيقتك؟

  • جرب يومًا بدون تصنع: تحدث ببساطة، تصرف على طبيعتك، ولا تحاول أن ترضي الجميع.

📖 الفصل الرابع: الأصالة في التعامل مع الناس

🔹 كيف تكون أصيلًا في علاقاتك؟

الأصالة في التعامل مع الآخرين تعني أن تكون صادقًا، لا تتصنع ولا تتملق، وتعامل كل شخص وفقًا لما يمليه عليك ضميرك وفطرتك. عندما تكون على طبيعتك، ستكسب احترام الآخرين وثقتهم، وستشعر بالراحة النفسية لأنك لا تحمل قناعًا زائفًا.

🔹 صفات الشخص الأصيل في العلاقات

  1. الصراحة بدون إيذاء: لا يخاف من قول الحق، لكنه يختار الكلمات بحكمة.

  2. لا ينافق ولا يجامل بشكل زائد: لا يقول ما لا يؤمن به لمجرد كسب رضا الناس.

  3. يحترم نفسه والآخرين: لا يتصنع ليرضي أحدًا، لكنه يعامل الناس بكرامة.

  4. لا يخشى الاختلاف: يعبر عن رأيه حتى لو لم يعجب الآخرين، ولكن بأسلوب مهذب.

  5. مخلص في صداقاته: لا يتعامل مع الناس لمصلحة مؤقتة، بل يبني علاقات حقيقية.

🔹 كيف تحقق الأصالة في علاقاتك؟

  1. كن صادقًا مع نفسك: لا تجبر نفسك على صداقات لا تشعر بالراحة فيها.

  2. لا تقل ما لا تؤمن به: حتى لو كان ذلك سيجعلك محبوبًا أكثر.

  3. اختر أصدقاءك بعناية: الصديق الصادق يقدّر حقيقتك ولا يجبرك على التصنع.

  4. تعامل بلطف لكن بوضوح: يمكنك أن تكون صريحًا دون أن تكون فظًا.

  5. لا تخف من فقدان العلاقات غير الحقيقية: الشخص الذي لا يتقبلك كما أنت، ليس صديقًا حقيقيًا.

🔹 نماذج من السيرة في التعامل الأصيل

  • النبي ﷺ كان واضحًا في كلامه: لا يقول إلا الحق، حتى لو كان مخالفًا لرغبة الناس.

  • أبو بكر الصديق رضي الله عنه: كان صريحًا ومخلصًا في صداقته للنبي ﷺ، ولم يكن يتغير وفقًا للظروف.

  • عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كان معروفًا بجرأته ووضوحه، لا ينافق أحدًا، لكنه كان عادلًا ومحبًا للخير.

🔹 ماذا يحدث عندما لا تكون أصيلًا في علاقاتك؟

  • تعيش تحت ضغط لأنك تحاول إرضاء الجميع.

  • تشعر بالفراغ لأن علاقاتك غير حقيقية.

  • تفقد احترامك لنفسك لأنك لا تعبر عن حقيقتك.

🔹 تمرين عملي للأصالة في التعامل

  • قيم علاقاتك: هل أنت مرتاح فيها أم تشعر أنك تتصنع؟

  • ابدأ بالمواقف البسيطة: جرب أن تقول رأيك بصدق في محادثة عادية دون خوف.

  • راقب شعورك بعد ذلك: ستجد أنك أكثر راحة وثقة بنفسك.


📖 الفصل الخامس: الأصالة في العبادات وعلاقتك بالله

🔹 ما معنى الأصالة في العبادات؟

الأصالة في العبادات تعني أن تكون عبادتك نابعة من قلبك، بصدق وإخلاص، وليس مجرد عادات تؤديها بلا روح. الإسلام لا يريد منا أن نؤدي الشعائر فقط، بل يريد قلوبًا خاشعة، تتذوق حلاوة القرب من الله.

يقول الله تعالى:
﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاۤءِ وَٱلْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ﴾ (العنكبوت: 45)
فليس المطلوب مجرد أداء الصلاة، بل أن تؤثر في سلوكك وتزيدك قربًا من الله.

🔹 علامات العبادات الأصيلة

  1. الإخلاص لله: أن تؤدي العبادة لأنك تحب الله، وليس خوفًا من نظرة الناس.

  2. التدبر والخشوع: أن تعيش اللحظة أثناء الصلاة أو قراءة القرآن، لا أن تؤديها كعادة.

  3. عدم الرياء: أن تكون عبادتك لله وحده، وليس لإرضاء الناس أو نيل المدح.

  4. الثبات والاستمرارية: لا تتغير عبادتك حسب الظروف، بل تظل متمسكًا بها في كل حال.

🔹 كيف تكون صادقًا في عبادتك؟

  1. اجعل لك خلوة مع الله: خصص وقتًا يوميًا للدعاء والتفكر، بعيدًا عن الناس.

  2. تجنب الروتين الممل: جدد علاقتك بالله، جرّب قيام الليل، أو تدبر آيات جديدة لم تتأملها من قبل.

  3. راقب قلبك: هل تصلي لأنك تحب الصلاة أم لأنها مجرد عادة؟ ذكر نفسك دائمًا بهدفك من العبادة.

  4. استشعر حب الله لك: عندما تصلي أو تذكر الله، تذكر أن الله يراك ويسمعك ويحبك.

🔹 أمثلة من السيرة النبوية

  • النبي ﷺ كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه، وعندما سُئل: لماذا تفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟" (متفق عليه).

  • الخلفاء الراشدون كانوا يعيشون عبادتهم بصدق، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبكي عند سماع القرآن، وكان أبو بكر رضي الله عنه أكثر الناس خشوعًا.

🔹 خطر العبادات الشكلية

إذا أصبحت العبادات مجرد طقوس بلا روح، فإنها تفقد تأثيرها، ويصبح الإنسان بعيدًا عن الله رغم أنه يؤدي العبادات. النبي ﷺ قال:
"رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامِه إلَّا الجوعُ، ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامِه إلَّا السَّهرُ" (رواه ابن ماجه).

🔹 تمرين عملي لتعميق أصالتك في العبادات

  • في كل صلاة، حاول أن تتأمل معاني الفاتحة وكأنك تقرؤها لأول مرة.

  • عندما تدعو، تحدث مع الله بصراحة، كأنك تراه .

  • اقرأ قصة نبوية عن الخشوع والتدبر، وطبقها في حياتك.

📖 الفصل السادس: كيف تحرر نفسك من القيود الاجتماعية الزائفة؟

🔹 ما هي القيود الاجتماعية؟

القيود الاجتماعية هي القواعد والتوقعات غير المكتوبة التي يفرضها المجتمع على الأفراد، مما يجعل الكثيرين يعيشون وفقًا لما يريده الآخرون، وليس وفقًا لما يؤمنون به. هذه القيود تمنع الإنسان من أن يكون على فطرته، فتجعله يتصرف بطريقة مصطنعة خوفًا من النقد أو الرفض.

🔹 أنواع القيود الاجتماعية

  1. الخوف من كلام الناس: كثير من الناس يتخذون قراراتهم بناءً على "ماذا سيقول الناس عني؟"، فيعيشون حياة ليست حياتهم.

  2. التقاليد البالية: ليست كل العادات صحيحة، فبعضها يخالف الدين أو الفطرة السليمة.

  3. ضغوط المجتمع على المظهر: السعي وراء تقليد المشاهير أو المبالغة في التأنق فقط لإرضاء الآخرين.

  4. التوقعات العائلية المبالغ فيها: مثل إجبار الأبناء على مسارات دراسية أو مهنية لا تناسبهم.

  5. مجاراة الآخرين خوفًا من الوحدة: بعض الناس يغيرون قناعاتهم ليكونوا مقبولين في مجتمعهم.

🔹 لماذا يجب أن تتحرر من هذه القيود؟

  • لأنها تمنعك من أن تكون صادقًا مع نفسك.

  • لأنها تجعلك تعيش لإرضاء الآخرين بدلًا من البحث عن سعادتك الحقيقية.

  • لأن الإسلام يدعو إلى العيش بفطرة سليمة، لا إلى التكلّف والتصنّع.

يقول النبي ﷺ: "لا تكونوا إمَّعةً، تقولونَ: إنْ أحسَنَ النَّاسُ أحسَنَّا، وإنْ ظلَموا ظلَمنا، ولَكِنْ وطِّنوا أنفسَكم، إنْ أحسَنَ النَّاسُ أنْ تُحسِنوا، وإنْ أساؤوا فلا تظلِموا" (رواه الترمذي).

🔹 كيف تتحرر من القيود الاجتماعية الزائفة؟

  1. اعرف قيمتك الحقيقية: قيمتك لا تأتي من رأي الناس، بل مما تحمله من إيمان وأخلاق وعلم.

  2. لا تجعل الآخرين يتحكمون في قراراتك: استشر، لكن لا تجعل قرارك مرهونًا بإرضاء الناس.

  3. تعلم قول "لا" بأدب: ليس عليك أن توافق على كل شيء لمجرد الخوف من رفض الآخرين لك.

  4. ابتعد عن الأشخاص السلبيين: الذين يريدون منك أن تكون نسخة منهم بدلًا من أن تكون نفسك.

  5. حرر نفسك من مقارنة حياتك بالآخرين: كل شخص له طريقه، ولا أحد يعيش نفس الظروف.

🔹 أمثلة من السيرة عن التحرر من القيود الاجتماعية

  • النبي ﷺ واجه المجتمع الجاهلي: لم يخضع لعادات قريش الفاسدة، بل واجهها رغم الانتقادات والعداء.

  • بلال بن رباح رضي الله عنه: تحدى قيود الجاهلية وأصر على توحيد الله رغم العذاب.

  • الصحابة الذين هاجروا: تركوا أوطانهم لأنهم لم يقبلوا العيش تحت قيود الكفر.

🔹 تمرين عملي للتحرر من القيود الاجتماعية

  • اسأل نفسك بصدق: هل هناك قرارات في حياتك اتخذتها فقط خوفًا من كلام الناس؟

  • جرب أن تقول رأيك بصراحة: في موقف بسيط، دون الخوف من ردود فعل الآخرين.

  • حدد شيئًا واحدًا تفعله فقط لإرضاء الناس، ثم توقف عنه: ولاحظ كيف تشعر بعد ذلك.

📖 الفصل السابع: الأصالة في اتخاذ القرارات وتحديد الأهداف

🔹 لماذا يجب أن تكون أصيلًا في قراراتك؟

اتخاذ القرارات بناءً على ما تؤمن به، وليس بناءً على ضغط المجتمع أو التقاليد، هو ما يجعلك تعيش حياة حقيقية ذات معنى. الشخص الأصيل لا يتبع التيار لمجرد أن الجميع يسيرون فيه، بل يفكر بعقلانية ويختار بناءً على قيمه ومبادئه.

يقول الله تعالى:
﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌ ۚ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُو۟لَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـُٔولًۭا﴾ (الإسراء: 36)
أي لا تتبع شيئًا بلا علم أو اقتناع، بل فكر وتأمل قبل أن تختار طريقك.

🔹 سمات الشخص الأصيل في اتخاذ القرار

  1. يعتمد على مبادئ واضحة: لا يغير قراراته بناءً على أهواء الناس.

  2. يبحث عن الحقيقة: لا يتأثر بالشائعات أو بآراء غير موثوقة.

  3. يتحمل مسؤولية اختياراته: لا يلوم الآخرين إذا أخطأ.

  4. يوازن بين العقل والقلب: لا يتخذ قرارًا عاطفيًا بحتًا، ولا عقلانيًا ببرود، بل يدمج بينهما.

  5. لا يخاف من أن يكون مختلفًا: قد تكون قراراته غير شائعة، لكنه يتخذها لأنه يؤمن بها.

🔹 كيف تتخذ قرارات أصيلة؟

  1. حدد قيمك ومبادئك مسبقًا: قبل اتخاذ أي قرار، اسأل نفسك: هل هذا القرار يتوافق مع قيمي؟

  2. لا تستعجل في القرارات المهمة: فكر جيدًا، استشر، ثم قرر.

  3. لا تتأثر بالخوف من الفشل: الفشل ليس نهاية الطريق، بل درس يجعلك أقوى.

  4. اجمع المعلومات أولًا: لا تقرر بناءً على العاطفة فقط، بل ابحث واسأل أهل الخبرة.

  5. صل صلاة الاستخارة: اطلب من الله أن يهديك للقرار الصحيح.

يقول النبي ﷺ: "إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فلْيركعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ، ثم ليقلِ: اللهمَّ إني أستخيرُكَ بعلمِكَ، وأستقدِرُكَ بقدرتِكَ، وأسألُكَ من فضلِكَ العظيمِ..." (رواه البخاري).

🔹 كيف تحدد أهدافك بطريقة أصيلة؟

  • لا تجعل أهدافك نسخة من الآخرين: حدد ما يناسبك أنت، وليس ما يريده المجتمع منك.

  • ابحث عن شغفك الحقيقي: لا تدرس أو تعمل في مجال لمجرد أن الناس يعتبرونه "مرموقًا".

  • اربط أهدافك برسالتك في الحياة: ما الهدف الذي يجعلك أقرب إلى الله ويساعدك على ترك أثر إيجابي؟

  • ضع أهدافًا عملية وقابلة للتحقيق: لا تجعل أهدافك خيالية، بل ضع خطة واضحة لتنفيذها.

  • كن مرنًا مع نفسك: قد تتغير أهدافك مع الزمن، وهذا طبيعي.

🔹 نماذج من السيرة عن اتخاذ القرار بحكمة

  • النبي ﷺ عند الهجرة: لم يهاجر عشوائيًا، بل خطط سرًا، واختار الطريق الأقل توقعًا، واتخذ الأسباب مع التوكل على الله.

  • خالد بن الوليد رضي الله عنه: قرر تغيير حياته بالكامل بعد أن كان محاربًا ضد الإسلام، لأنه أدرك الحق.

  • سلمان الفارسي رضي الله عنه: لم يقبل دين قومه دون بحث، بل سافر بين البلدان حتى وجد الإسلام.

🔹 تمرين عملي لتقوية قدرتك على اتخاذ القرار

  • اختر قرارًا مهمًا في حياتك حاليًا.

  • اسأل نفسك: لماذا أريد اتخاذ هذا القرار؟ هل هو نابع من قناعتي أم من ضغط خارجي؟

  • استشر شخصًا تثق به، لكن لا تجعل قراره يحلّ محل قرارك.

  • استخدم ورقة واكتب فيها الإيجابيات والسلبيات قبل أن تحسم أمرك.

  • صلِّ صلاة الاستخارة، وراقب كيف تشعر بعد ذلك.

📖 الفصل الثامن: تربية الأبناء على الفطرة السليمة

🔹 لماذا تربية الأبناء على الفطرة مهمة؟

الأطفال يولدون على الفطرة، أي أنهم مهيؤون للإيمان بالله والسلوك القويم، لكن البيئة والمجتمع يؤثران عليهم بالسلب أو الإيجاب. يقول النبي ﷺ:
"كلُّ مولودٍ يولدُ على الفِطرةِ، فأبواهُ يُهوِّدانِهِ، أو يُنصِّرانِهِ، أو يُمجِّسانِهِ" (رواه البخاري).
وهذا يعني أن مسؤولية الأهل كبيرة في الحفاظ على هذه الفطرة وتنميتها بدلًا من تشويهها.

🔹 مبادئ التربية على الفطرة

  1. تعليم العقيدة بأسلوب بسيط: لا يجب أن يكون تدريس الإيمان معقدًا، بل يمكن أن يكون من خلال القصص والمواقف اليومية.

  2. تنمية حب الله في قلوبهم: بدلًا من تخويف الطفل من الله، اجعله يشعر أن الله يحبه ويرعاه.

  3. التربية بالقدوة: لا تقل للطفل "لا تكذب" وأنت تكذب، بل كن مثالًا عمليًا لما تريد أن يتعلمه.

  4. عدم قمع الفطرة السليمة: الطفل قد يسأل أسئلة فطرية عن الله، فلا توبخه بل أجب عليه بحكمة.

  5. التدرج في فرض التكاليف الشرعية: لا تجبر الطفل على العبادات دفعة واحدة، بل علمه شيئًا فشيئًا بحب.

🔹 كيف تنمي شخصية الطفل الأصيلة؟

  1. علمه الاستقلالية واتخاذ القرار: دعه يختار ملابسه أو ماذا يريد أن يأكل أحيانًا، ليعتاد على التفكير المستقل.

  2. احترم أسئلته وآراءه: حتى لو كانت تبدو ساذجة، فإنها جزء من نموه الفكري.

  3. شجعه على الصدق وعدم التظاهر: لا تطلب منه التصنع لإرضاء الناس.

  4. لا تقارنه بالآخرين: كل طفل مميز بطريقته، فلا تقل له: "لماذا لست مثل فلان؟".

  5. علمه التعبير عن مشاعره بصدق: دعه يبكي عندما يحزن، ويفرح عندما ينجح، بدون أن يشعر بالخجل.

🔹 أخطاء شائعة في التربية تفسد الفطرة

  1. الخوف المبالغ فيه من كلام الناس: بعض الأهل يربون أبناءهم على التصنع خوفًا من نظرة المجتمع.

  2. القسوة الزائدة أو الدلال الزائد: كلاهما يفسد شخصية الطفل.

  3. منعه من التساؤل والتفكير: مما يجعله يعتمد على التقليد الأعمى بدلًا من التفكير الحر.

  4. إجباره على ما لا يريده لمجرد العادات: مثل فرض مهنة معينة عليه لأنه "من العيب" أن يختار غيرها.

🔹 نماذج تربوية ناجحة في السيرة

  • لقمان الحكيم مع ابنه: كان يعلمه بالحوار والنصح، لا بالضرب والقسوة.

  • النبي ﷺ مع الأطفال: كان يعاملهم بحب واحترام، حتى أنه كان يمازحهم ويحنو عليهم.

  • عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: كان صغيرًا، لكن النبي ﷺ كان يأخذه معه في مجالسه ليعلمه الحكمة.

🔹 تمرين عملي لتربية الأبناء على الفطرة

  • اجلس مع ابنك يوميًا لدقائق واسأله عن مشاعره وأفكاره.

  • احكِ له قصة فيها قيمة إيمانية، وناقشه في معناها.

  • شجعه على قول رأيه في الأمور البسيطة، حتى لو كان مختلفًا عنك.

  • حاول أن تكون قدوة له بدلًا من أن تلقي عليه الأوامر فقط.

📖 الفصل التاسع: الأصالة في العمل والرزق والنجاح الدنيوي

🔹 هل يمكن أن نعيش أصالتنا في بيئة مادية؟

نعم، فالأصالة لا تعني الانعزال أو ترك الدنيا، بل تعني أن تعيش في الدنيا بقلب متصل بالآخرة، وأن تكسب رزقك بكرامة وصدق، دون أن تبيع مبادئك أو تتخلى عن فطرتك.
قال رسول الله ﷺ:
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه" (رواه البيهقي).
فالإتقان والنية الطيبة والعمل الحلال من صور العيش الأصيل في ميدان الرزق.

🔹 سمات العمل الأصيل

  1. النية الطيبة: اجعل نيتك في العمل إعمار الأرض وخدمة الخلق وكسب الحلال.

  2. الصدق في الأداء: لا تغش، ولا تماطل، ولا تخدع الناس.

  3. الاجتهاد والإتقان: ابذل جهدك وتعلم باستمرار، وقدم عملًا تستحي أن تعرضه على الله.

  4. الاستقلالية: حاول أن تكون حرًا في رزقك ما أمكن، فاليد العليا خير من اليد السفلى.

  5. الاستغناء عن الناس: لا تتسول ولا تذل نفسك، بل ثق أن رزقك عند الله.

🔹 كيف تكون أصيلًا في طريقك إلى النجاح؟

  1. حدد تعريفك الخاص للنجاح: لا تجعل النجاح هو المال فقط، بل أن تعيش رسالتك، وتبني أثرًا طيبًا.

  2. لا تتبع طريقًا لا يشبهك: بعض الناس ينجحون في مجالات لا تناسبك، فابحث عن مجالك الخاص.

  3. تعلّم من الفشل دون أن تفقد نفسك: قد تفشل، لكن لا تغير مبادئك لتنجح.

  4. اربط نجاحك بخدمة الآخرين: فالناجح الأصيل لا ينجح وحده، بل يرفع من حوله.

  5. استعن بالله دائمًا: النجاح من عند الله، فاجعل التوكل رفيقك.

🔹 مواقف أصيلة من حياة الصحابة في العمل والرزق

  • عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: هاجر بلا مال، وقال له النبي ﷺ: "بارك الله لك في تجارتك"، فأبى أن يأخذ صدقة وقال: "دلوني على السوق"، ونجح بتوفيق الله.

  • الصحابي الجليل الزبير بن العوام: كان تاجرًا كبيرا كريمًا، لكنه لم يجعل المال يتملكه، بل وزعه على المساكين بعد وفاته.

  • عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كان يقول: "لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة".

🔹 كيف توازن بين العمل والدين؟

  • اجعل الصلاة ثابتة في يومك، مهما كانت مشاغلك.

  • اجعل نيتك في العمل عبادة: إعالة أسرتك، ونفع الناس، وكف النفس عن الحرام.

  • لا تجعل العمل يطغى على علاقتك بأهلك ونفسك.

  • خصص وقتًا يوميًا أو أسبوعيًا للعلم والدعاء والذكر.

🔹 تمرين عملي للعيش بأصالة في الرزق والعمل

  • اسأل نفسك: هل أنا أعمل في شيء أؤمن به؟

  • هل أُقدّم قيمة حقيقية للناس؟

  • هل هناك حرام أو شبهات في عملي؟

  • كيف أستطيع أن أجعل عملي وسيلة للتقرب إلى الله؟

📖 الفصل العاشر: الأصالة في علاقتك بالله، والعودة إلى الفطرة العليا

🔹 أصل الفطرة 

الفطرة ليست مجرد ميول طبيعية، بل هي نداء داخلي في روحك إلى خالقك. في أعماق كل إنسان، هناك حنين إلى الله، شوق إلى الطمأنينة، وتوق إلى النور.
قال الله تعالى:
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًاۚ فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَاۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ﴾ (الروم: 30)
هذه الفطرة هي النور الذي زرعه الله فيك لتبحث عنه، ولتشتاق إليه، ولتعود إليه مهما ابتعدت.

🔹 علامات الأصالة في علاقتك مع الله

  1. الصدق في التوبة: حين تعود إليه دون ادعاء، تبكي بين يديه وتقول: يا رب، أخطأت، ولكني ما زلت أحبك.

  2. الخشوع في الصلاة: تشعر أن الصلاة ليست مجرد حركات، بل لقاء مع الله، وراحة من كل تعب.

  3. التوكل الحقيقي: حين تقول "توكلت على الله" وأنت فعلاً مطمئن أن ما عند الله خير مما في يديك.

  4. السر بينك وبين الله: لك عبادة خفية، دعاء لا يعرفه أحد، لحظة بكاء لا يراها إلا هو.

  5. الحياء من الله: ليس خوفًا فقط، بل محبة واحترام، واستحياء من أن يراك حيث نهاك.

🔹 خطوات عملية للعودة إلى فطرتك مع الله

  1. خصص وقتًا يوميًا للقرآن، ولو 10 دقائق بتدبر، وسترى أثرًا عجيبًا.

  2. صلاة بخشوع: ركعتان بقلب حي خير من مئة بلا حضور. اجعل كل سجدة حديثًا خاصًا بينك وبين الله.

  3. دعاء صادق: ادعُه بكلماتك، بلغتك، من أعماق قلبك، لا تتكلف ولا تحفظ، فقط قل: "يا الله…".

  4. استغفار دائم: "أستغفر الله" تُطفئ حرّ الذنوب وتُنعش القلب.

  5. محاسبة النفس قبل النوم: ماذا فعلت اليوم؟ هل اقتربت أم ابتعدت؟ ثم قل: "اللهم إني أحبك فارضَ عني".

  6. الصحبة الصالحة: قلبك مرآة، فانظر مع من تجلس.

🔹 أذكار وأدعية تعينك على الثبات والصفاء

  • اللهم ارزقني قلبًا سليمًا، ونفسًا مطمئنة، وروحًا متصلة بك

  • اللهم ردني إليك ردًا جميلًا

  • يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك

  • اللهم اجعلني عبدًا لك وحدك، صادقًا، نقيًا، متوكلًا، متصلًا بك لا بغيرك

  • اللهم اجعل لي سرًّا بيني وبينك لا يطّلع عليه أحد، إلا أنت ترضى به عني

🔹 نماذج من الأصالة مع الله من السلف والصالحين

  • الإمام الحسن البصري: كان إذا صلى كأنه يخاطب الله مباشرة، ويبكي حتى يبلّ لحيته.

  • رابعة العدوية: كانت تقول: "اللهم إني لا أعبدك خوفًا من نارك، ولا طمعًا في جنتك، ولكن حبًا لك".

  • عمر بن الخطاب: رغم قوته، كان إذا سمع آية عن العذاب، جلس يبكي حتى يمرض أيامًا.

🔹 إلى أين تقودك الفطرة؟

تقودك إلى الله، إلى السكينة، إلى الحقيقة، إلى حياة لا تشبه أحدًا إلا من كان حيًا قلبه بالله.
الأصالة الحقيقية ليست أن تكون مختلفًا عن الناس، بل أن تكون قريبًا من الله.
في ختام هذا الكتاب، تذكّر:
ليس الهدف أن تعود إلى نفسك فقط، بل أن تعود إلى ربك الذي خلق نفسك.


ختامًا:
هذا الكتاب محاولة لمد يدك إلى داخلك، لتكتشف ذاتك الأصلية التي فطرك الله عليها، وتربطها بخالقها في رحلة صدق وصفاء.
أسأل الله أن ينفعك به، وأن يكون سببًا في عودتك إلى ربك ثم  حقيقتك، وفطرتك،  

اللهم اجعلنا من أهل الفطرة السليمة، ومن عبادك الذين قلت فيهم: ﴿رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾


📩 كلمة شكر من المؤلف

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من أُرسل رحمةً للعالمين، نبينا محمد ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إلى كل من قرأ هذا المقال، وتأمل كلماته، وسمح له أن يلامس قلبه وروحه،
أقول لك من أعماق قلبي:
شكرًا لك، جزاك الله عني خير الجزاء.

لقد كتبت هذا الكتاب لا لأُعلِّم، بل لأُشاركك رحلة بحثي عن الأصالة، عن الفطرة، عن الحقيقة…
كتبت وأنا أبحث معك، لا من فوقك.
كتبت لأننا في زمن نحتاج فيه إلى أن نرجع إلى أنفسنا… إلى أصلنا… إلى الله.

أنا الحسين بن نكور،
مرشد في التنمية البشرية وتطوير الذات وفق القرآن والسنة،
رسالتي في الحياة هي أن أساعدك — بإذن الله — لتعيش حياة طيبة،
حياة صادقة، نقية، متصالحة مع الله ثم مع نفسك ومع الناس.

أرجو أن يكون هذا المقال قد ترك فيك أثرًا،
وإذا شعرتَ في أي لحظة أنه ذكّرك بالله، أو ساعدك على الاقتراب من ذاتك،
فاعلم أن هذا هو النجاح الحقيقي في نظري.

ولا تنسَ أن تدعو لي بظهر الغيب،
وأن ترسل هذا المقال  إلى من تحب،
فقد تكون سببًا في هداية قلب، أو إيقاظ روح.

أخوكم المحب:
الحسين بنكور
BENNKOUR – نحو حياة طيبة أصيلة 🌿

📍 المغرب،

🗓️ 15 أبريل 2025م
✍️




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة